في مديح التكرار
إن كان التاريخ حقًا يعيد نفسه، أين هي نقطة الذروة التي استقام عندها الحال وبدأنا بعدها بالتعثر؟ علينا إيجادها لاستقراء المستقبل ودحض ما قيل بأن شعوب المنطقة لا تتعلم من تاريخها وشواهده المتكررة. وقد يكون التاريخ ممتدًا إلى درجة يستحيل معها ملاحظة نقاط الذروة. غير أن مجرد طرح الفكرة قد يكون هو بحد ذاته محفزًا للخوض في غمارها، فالإنسان كائن يمتلك آلية التفكير ما وراء المعرفي، التي تمكنه من إعادة النظر في أفكاره وطروحاته، وصياغتها بأشكال مختلفة. قد يكون هذا التساؤل جزء من حالة الشجون الفكري التي نعيشها اليوم بتأثير صدمة ما بعد الكارثة. وقد يكون عبارة عن تداعي حر في جلسة على أريكة دكتور نفسي. قد ينساق بنا التفكير نحو رؤية أكثر تعمقًا في مفهوم التكرار، وملازمته لنا في تجلياته المختلفة، فالقلب يمضي نابضًا بتكرارية منتظمة، وحين يفقد انتظامه تتأثر الأعضاء الحيوية ويعتل الجسد. وأكاد أجزم أن كل ما يحيط بنا يخضع للتكرار بشكل أو بآخر. سواء على المدى القصير أو الطويل. العيش وسط دوامة من التكرارية قد يكون فكرة غرائبية بعض الشيء، ولكنه قدرنا المحتوم، والذي من المحتمل أن يكون مجرد حالة من العذاب الم...